الثقافية والفنيةراديو وتلفزيونراديو وتلفزيونالثقافية والفنية

“إلى أفق فلسطين” عديم الجنسية/ تجربة برنامج حواري مرة أخرى – وكالة مهر للأنباء | إيران وأخبار العالم



وفي مذكرة استعرض محمد مهدي رحمتي المدير المسؤول لمجموعة مهر الإعلامية البرنامج التلفزيوني “به أقف فلسطين”.

تنص هذه المذكرة على ما يلي:

مرة أخرى، تجربة برنامج يعتمد على المحادثة

تغير فريق إنتاج برنامج “إلى أفق فلسطين” بعد حوالي شهر من النشاط. فهل يعني ذلك نهاية البرنامج وإلغاء الحاجة الإعلامية التي سعى هذا البرنامج لسدها؟

ولم يكن الأول في أفق فلسطين

منذ النصف الثاني من عام 1401هـ وبالتزامن مع الاضطرابات، حاولت الإذاعة والتلفزيون خلق مجال للحوار الاجتماعي في مجال الأسس النظرية للثورة والجمهورية الإسلامية ونشره في مختلف الطبقات. وكان حضور شخصيات سياسية ومنظرين من مختلف المذاهب في المقابلات الإخبارية الخاصة و”صف أول” وإنتاج برنامج “شويه” بهذا الرأي؛ لكنها في منتصف الطريق توقفت أو تغيرت طبيعتها لأسباب مختلفة.

“إلى أفق فلسطين” فيما يتعلق بمثل هذه التجارب

ولعل المسألة الأولى التي كان ينبغي لصانعي برنامج “إلى أفق فلسطين” أن يفكروا فيها هي أسباب فشل التجارب السابقة، والتي صادف أن تم اختبارها في فترة إدارة المنظمة الأخيرة. التجارب التي تظهر أن فهم ضرورة الحوار ليست فكرة خارجة عن التنظيم، وبالمناسبة، ردود الفعل الخارجية توقفت أو غيرت مسار تجارب العام الماضي.

ويبدو أن إنتاج هذه البرامج الحوارية يعتمد على مؤشرين أحدهما الضعف والآخر القوة. أولاً، ضعف وفراغ الحوار التقدمي الذي من شأنه أن يجعل مختلف الفئات السياسية والاجتماعية تتفاعل حول فكرة مركزية صحيحة ونقل هذا الفضاء التفاعلي إلى المستوى المجتمعي، وثانياً، تقدير صناع السياسات لقدرتهم على إنتاج مثل هذا الحوار والحفاظ عليه. البرنامج الذي سيكلفه بالتأكيد الكثير من الأشياء غير المتوقعة بالنسبة لهم.

ليس هناك مكان ثابت بين القوة والضعف

وما يمكن تحليله اليوم هو وجود قصور في كلا مؤشري هذا التحليل.

أولاً، بسبب غياب ثقافة الحوار السياسي في البلاد من جهة، وعدم وجود تجارب سابقة ناجحة يمكن الرجوع إليها من جهة أخرى، مما يمكن أن يخلق فرصة لاستقرار البرنامج؛ موقف ضيوف البرنامج وخاصة المنتقدين للحكومة والمنتمين للتيار الإصلاحي من إثارة قضايا لا علاقة لها بموضوع البرنامج والدفاع عن أنفسهم وأمثالهم في مجالات لا علاقة لها البرنامج، بينما يتسبب في انحراف البرنامج عن أهدافه، يسبب ضغطًا على صانعي البرنامج من أجل خلق فرصة سياسية إعلامية هو تغطية قضايا أخرى.

ورغم أن “الأخلاق” للأسف هي الحلقة المفقودة في معظم الحراك السياسي في البلاد، ولهذا السبب فمن الممكن أن تكون هناك دائما قضايا كهذه، لكن لا ينبغي أن يكون غياب التجربة المستمرة للسياسة السياسية- حوار إعلامي يؤكد للتيارات المختلفة أنها ستحظى بمثل هذه الفرص في المستقبل، معتبراً أن احتمال استغلال الفرصة التي تم الحصول عليها غير مجدي.

وفيما يتعلق بالرأسمال الاجتماعي والسياسي لمؤيدي مثل هذه البرامج، فإن التدخل المفرط في القضايا السياسية وقضايا الحكم، خاصة فيما يتعلق ببعض صناع القرار الرئيسيين في التيار الأصولي، الذين قد تأخذ اهتماماتهم السياسية جانب الحكم، يعيق تحقيق هذه الغاية. الفهم الصحيح للميدان والتفاؤل بفهم فصل القضية، فالأمور السياسية والحكمية ليست واقعية. عادةً لا يتم تحليل هذه المضاعفات بشكل صحيح قبل بدء البث وتتسبب في خسارة الأموال التي يتم إحضارها إلى الميدان.

كما يتطلع البرنامج إلى أفق فلسطين؛ وكما في الحالات السابقة فقد تضرر من الجهتين المذكورتين.

“إلى أفق فلسطين” كان بلا جنسية

أحد الشروط الأساسية لنجاح أي برنامج هو أن يكون مؤهلاً في المنصة التي يتم إنتاجه وبثه فيها. إن اختيار فريق من خارج الشبكة لإنتاج البرنامج، على افتراض قدرة الفريق وإبداعه، سيؤدي إلى صراعات مع الشبكة والمنظمة. “إلى أفق فلسطين” كانت تواجه هذه المشكلة منذ البداية، ولم تتوسع هذه الروابط ولم تتعمق. ولعل المشكلة نفسها لا تزال موجودة في حالة شبكة أوغوز نفسها بنسبة أكبر بعد عقد من بدايتها، وهي إحدى عوائق إثبات هويتها.

“إلى أفق فلسطين” لم يحدّد بعد

ورغم ردود الفعل التي حدثت منذ الليلة الماضية ومع إعلان تغيير فريق إنتاج البرنامج، إلا أن استمراره مع المجموعة الجديدة يظهر أن الشبكة وأصحاب القرار في الموضوع، رغم أنهم يبحثون عن تصحيح بعض الأمور. قضايا في إنتاج البرنامج. لكنهم لم ينحرفوا عن النهج السابق للبرنامج. ومن الطبيعي أن يحتاج برنامج بهذا المستوى إلى دعم متكامل من سلسلة التصميم والإنتاج والبث التلفزيوني، ويمكن تحليل ما حدث في البرنامج من هذا المنطلق. ورغم أن الحفاظ على هذا البرنامج في الوضع الراهن يتطلب جلسات عصف ذهني لاستخدام قدرة المقاومة في زيادة الاندماج والحوار الاجتماعي.

ضرورة التحليل الفينومينولوجي المستقل لكتاب “نحو الأفق الفلسطيني”

ومن أهم الروافع في تحسين جودة الإنتاج ومستوى التحليل لدى الجبهة الثورية تعزيز التحليلات المستقلة التي لا تدرس الظواهر في شكل أطر تقليدية تكون أحيانا مسيسة أو تابعة لجماعات وتيارات فكرية. ورغم أن دور المراقب لا يمكن أن يكون مستقلاً تماماً عن تجربته المعاشة والقيم التي أقرها؛ ولكن لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى إهمال الشمولية أو التصنيف الذي يغلق الطريق أمام التفاعلات داخل الخطاب. وبطبيعة الحال، مع هذه الطريقة، ستكون الانتقادات أكثر وضوحا وستزداد القدرة على الاستفادة من الدروس والخبرات.

Leave a Reply

زر الذهاب إلى الأعلى