إن العدد الكبير من السفن البالية في البلاد يجعل “إعادة تدوير السفن” أمرًا ضروريًا

مجتبى ذو الجودي؛ نائب البيئة صرح مشاة البحرية والأراضي الرطبة التابعة لمنظمة حماية البيئة في حديث مع وكالة أنباء Moj بخصوص القضايا البيئية للخردة (إعادة تدوير السفن): مع زيادة عدد السفن البالية والمتقادمة خلال السنوات الماضية، زاد الطلب على الخردة وتزايدت عمليات تخريد السفن القديمة والمتهالكة بشكل كبير، وتبين أنه نظرا لعدم وجود معايير بيئية لتخريد السفن وانتشار التلوث الناجم عن عمليات تخريد السفن، فإن التخريد غير المصرح به لبعض السفن القديمة تسبب في تلوث الشواطئ و المشاكل البيئية في هذه المناطق.
وتابع: أوراق السفينة مرتبطة بإنتاج كمية كبيرة من النفايات. بعض هذه النفايات مفيد وبعضها ضار جدًا. وفي معظم النفايات الضارة، توجد بكميات كبيرة مواد سامة شديدة الخطورة (سواء على الإنسان أو على البيئة). تشمل الملوثات تلك الناتجة عن عمليات تخريد السفن والأنشطة الناتجة عن إقامة الإنسان والصناعة في المنطقة.
وأوضح نائب منظمة حماية البيئة: في السنوات الماضية، تمت جميع عمليات التخريد غير المصرح بها في البيئات البحرية (مناطق المد والجزر وفوق المد والخوريات)، والتي تعد من أكثر المناطق البيولوجية حساسية في البيئات البحرية. وقد تم ذلك أيضًا في المناطق التي بها قاع موحل وانحدار لطيف، وذلك بسبب قلة تأثير الطاقة الناتجة عن الأمواج والهدوء النسبي للبحر للقيام بالأنشطة.
وقال ذو الجودي: منذ بداية صناعة تخريد السفن أصبحت آثارها وعواقبها البيئية واضحة ودخول الملوثات المختلفة مثل النفط والأسبستوس وثنائي الفينيل متعدد الكلور والديوكسينات والمخاطر الصحية المختلفة وحتى الوفيات البشرية أصابت هذه الصناعة وهذا هو وهو ما أدى إلى إطلاق اسم “الصناعة القذرة” على هذا النوع من العمليات والمعروف بهذا الاسم في العالم. حوالي 95% من وزن بطانة المحيط قابل لإعادة التدوير، والذي يستخدم في عملية التخريد.
وأشار إلى المواد التي يعاد استخدامها لإعادة تدوير السفن، قال: إن المعادن والبلاستيك والأثاث والكرتون والخشب والزجاج وأدوات المطبخ والمحركات والمولدات وغيرها من المواد والمعدات التي يعاد استخدامها. وفي الوقت نفسه فإن التلوث الناتج عن كمية النفايات الموجودة في الناقلات يكون أقل، ولكن بسبب نوع التلوث الذي تتعرض له الناقلات وهو بترولي بشكل أساسي، فإنه يخلق المزيد من المخاطر البيئية.
وقال نائب رئيس البيئة البحرية والأراضي الرطبة بمنظمة حماية البيئة: تجدر الإشارة إلى أن التلوث المنبعث من السفن يختلف باختلاف نوع السفينة وعمرها وطريقة التخريد والمواد التي لا يمكن نقلها. على سبيل المثال، السفن من السبعينيات لديها أخطر مواد النفايات، أو السفن التي تحمل السوائل مثل ناقلات النفط هي من أكثر السفن تلوثا، لكنها في الوقت نفسه لها قيمة أعلى في سوق الخردة من السفن الأخرى.
وفي إشارة إلى أهمية أوراق السفن في إيران، قال ذو جودي: إن أكبر طلب أولي لإعادة تدوير السفن في إيران يتعلق بالسفن الغارقة. ورغم أنه قد لا يكون مجدياً أو فعالاً من حيث التكلفة انتشال جميع السفن الغارقة، إلا أن وجود ساحة لإعادة التدوير داخل البلاد يخلق حافزاً كبيراً لتصدير هذه السفن، نظراً لارتفاع تكاليف تصدير هذه السفن، وإنفاق ضعف تكلفة نقلها. ويشكل اتجاه إعادة التدوير في الخارج عقبة كبيرة في هذه العملية.
وذكر أن استخراج وعملية التخريد وإعادة تدوير أكثر من 160 سفينة غارقة في الخليج العربي وبحر عمان وبحر قزوين تتطلب مواقع إعادة تدوير مجهزة تجهيزا جيدا وذات قدرة عالية نسبيا، كما أن انتهاء عمرها الإنتاجي عامل آخر جعل تطوير صناعة إعادة تدوير السفن في البلاد ضرورة.
وأضاف نائب منظمة حماية البيئة: كذلك ارتفاع تكلفة إنتاج الصلب نتيجة معالجة خام الحديد مقابل إعادة تدوير الصلب من صفائح السفن، وعدم التناسب بين كمية الإنتاج و الطلب في البلاد، إلى جانب الارتفاع العالمي في سعر هذا المعدن الاستراتيجي والمشاكل المتعلقة باستيراده من الخارج، بررت حاجة البلاد إلى إنشاء مرافق ومواقع لإعادة تدوير السفن أكثر من ذي قبل.
وذكر: في هذا الصدد، وبالنظر إلى التلوث الناجم عن هذا النشاط، فمن الضروري للغاية تنظيم وتنظيم تخريد السفن وفق القواعد والمعايير البيئية من أجل تقليل التلوث وكذلك منع المخالفات والأنشطة غير المصرح بها.
وأوضح ذو الجودي عن الإجراءات المتخذة بشأن التنظيم والإدارة البيئية لتخريد وإعادة تدوير السفن: صياغة واعتماد وإخطار القواعد البيئية لإعادة تدوير السفن من قبل منظمة حماية البيئة إلى الجهات التنفيذية في يوليو 1401هـ، ومراجعتها، وتدقيق وتقييم مواقع بناء السفن المتقدمة للترخيص وتنظيمها من الخطوات المهمة في هذا المجال.
وتابع: إذا قام عدد من هذه المواقع بتوفير الوثائق واستكمال البنية التحتية والمرافق اللازمة، وتغطية المعايير والمتطلبات اللازمة، فإنها ستحصل على صلاحية الحصول على ترخيص للقيام بعملية إعادة التدوير وتخريد السفن على حالة- على أساس كل حالة على حدة، وبالتالي جزء كبير من المخالفات والتخريب غير المصرح به، وسيتم تنظيم وإزالة العوامات والتلوث البيئي والأضرار الناجمة عنها.
وذكر نائب مدير البيئة البحرية والأراضي الرطبة بمنظمة حماية البيئة : تم إعادة فحص معظم المواقع التي تم اختيارها للتخريد وزيارتها ميدانيا خلال عام 1401هـ وتم إنشاء البنية التحتية والمرافق ومراجعة الشهادات اللازمة وتقييم أن بعض هذه المواقع تتمتع المواقع (موقعان في بوشهر وموقع في جيلان) بشروط أكثر ملاءمة ويمكنها الحصول على الترخيص اللازم إذا تم إصلاح بعض العيوب واكتملت البنية التحتية. وتمت الإجراءات والمخاطبات لاستكمال البنية التحتية وإصلاح العيوب وتقديم الشهادات وجاري متابعتها.
وقال ذو جودي: تم زيارة ومعاينة المواقع غير المرخصة التي تعمل في صناعة الورق الطافي وإعادة تدويره، وتم اتخاذ الإجراءات للتعامل مع المخالفين بالتعاون مع إدارات المحافظات.
وأشار إلى أنه مع التفتيش على بعض المواقع والمجمعات التي تم تفتيشها، فقد أنجزوا جزءا كبيرا من المتطلبات والبنية التحتية اللازمة، وفي حال استكمال المتطلبات الأخرى والحصول على الشهادات ذات الصلة، فمن المحتمل أن يتمكنوا من الحصول على تصريح بيئي لإعادة تدوير السفن على أساس كل حالة على حدة، وفي هذه الحالة سيتم تنفيذ هذا النشاط بشكل منهجي وتحت إشراف المنظمة وبما يتوافق مع المتطلبات، وستتم عمليات الهدم غير المصرح بها والتلوث الناتج عنها يمكن منعها.