تكريم أمهات الشهداء في “رخ مدار”/ كن راوي القصص غير المسموعة – وكالة مهر للأنباء | إيران وأخبار العالم

زهرة حسيني، رئيسة قسم البحث وتحديد موضوع المسلسل الوثائقي “وجه الأم” الذي يبث حاليا الموسم الثاني منه على قناة إيك سيما، لافتة إلى أنها تعرفت على منتج البرنامج من خلال أحد مستشاري المشروع وكانت وأضاف إلى المجموعة منذ فبراير من العام الماضي، وقالت إست لمراسل مهر: مع بدء مرحلة ما قبل الإنتاج للموسم الثاني في مارس من العام الماضي، بدأ البحث عن الموضوعات في نفس الوقت في محافظات مختلفة.
وتابع: في هذه الأثناء حاولنا التواصل مع المؤسسات ذات الصلة للوصول إلى المواضيع، لكن بسبب عدم التعاون في بعض المحافظات اضطررنا للتحرك ميدانيا، وهذا الموضوع ضاعف من صعوبة عملنا، خاصة حيث أن العوامل المهمة في اختيار الموضوعات في الموسم الثاني، بالإضافة إلى وجود قصة مختلفة، كانت التأكيد على موقعهم الجغرافي الريفي.
وأشار رئيس قسم البحث وتحديد موضوع المسلسل الوثائقي “روخ مادير”، إلى أن نظرة المبدعين منذ اليوم الأول وحتى حلقات البرنامج البالغ عددها 26 حلقة كانت وجهة نظر وطنية، وقال: في 8 سنوات من الحرب المفروضة كان المقاتلون من جميع أنحاء إيران يتواجدون على الجبهات، وهذا الأمر تضاعف من ضرورة الاهتمام بمشكلة موقعهم الجغرافي. أنا شخصياً أعتقد أنه لم يتم الاهتمام بقصص الأمهات الشهيدات في المدينة والقرى. وفي الموسم الثاني من “وجه الأم” حاولنا التوجه إلى أمهات المدن وقرى الوطن الشهداء ومحاولة تمثيل هذه الفئة بأقصى جهد.
150 أم شهداء من جميع أنحاء الوطن هم المواضيع الأساسية للبرنامج
وأضاف الحسيني: تم تقديم المواضيع لنا بطرق مختلفة، بما في ذلك من قبل الباحثين، وبعد المقابلة الأولية معهم، ذهبت إليهم شخصياً للحصول على شرح شامل لتاريخ حياتهم. كان العدد الإحصائي لمواضيعنا أكثر من 150 أم شهداء من جميع أنحاء البلاد، وأخيراً، بعد استشارة مجموعة الإنتاج، وصلنا إلى هذه المواضيع الـ 26. كان وجود قصة مختلفة وتاريخ متميز، وموقع جغرافي ومنظور أصلي، والحالة الجسدية والعقلية للأمهات من بين المعايير الرئيسية لاختيار موضوعاتنا.
وتابع مؤكداً أن البحث هو الأساس والأساس والشرط الأساسي للسيناريو الجيد، وقال: البحث الجيد يمكن أن يرفع العمل المنتج إلى أعلى مستوى. بمعنى آخر، تم إنتاج العمل كروح على جسد. كلما كنا أكثر صرامة في كتابة بحث جيد، سيتم إنتاج عمل ذو قيمة فنية عالية. يرتبط الفيلم الوثائقي بحقيقة الأمر، وهنا تحديدًا تتحدد قيمة البحث.
قال رئيس قسم البحث واختيار الموضوع في سلسلة “روخ مدار” الوثائقية عن التحديات التي واجهها على طول الطريق: أحد التحديات الرئيسية كان اختيار الموضوع وإنتاجه خارج العاصمة. بصريًا، أعطانا هذا إطارات وبطاقات بريدية جميلة، لكن العثور على المواضيع والوصول إليها والتواصل معها كان مصحوبًا بصعوبات. وفي بعض المحافظات، لم يكن هناك تفاعل جيد مع باحثينا من قبل المؤسسات ذات الصلة، واضطررنا إلى إجراء بحث ميداني بأنفسنا. إن البحث الميداني دون وجود مرافق محلي في المناطق التي تتحدث لهجاتها الأصلية كان سيشكل لنا تحديات ويبطئ عملية العمل.
وقال حسيني عن التفاعل مع منتج ومخرجي هذه السلسلة الوثائقية: أتيحت لي الفرصة للتعرف على أشخاص عملهم هو الالتزام والمسؤولية تجاه المهمة التي قاموا بها، وهذا التعارف يسعدني. وبعد اختيار المواضيع، في اجتماع حضره منتج ومخرج تلك الحلقة، تم تقييم المواضيع بشكل نهائي واتخاذ القرار بشأن إنتاجها من خلال دراسة ظروف كل منها. أيضًا، في غرفة التفكير، تم اتخاذ قرار بشأن من يجب أن يكون الراوي.
شكل القصة والنغمة الشعرية في البنية
مشيراً إلى أن «وجه الأم» برنامج ذو إحساس ومزاج مختلف كما يدفع شكلاً مختلفاً مقارنة بالأعمال الأخرى المنتجة في هذا المجال، وأوضح: حاولنا إنشاء بنية جديدة ذات شكل قصة في جو من الدراما الوثائقية ونبرة شعرية.دعونا نجد إن الابتعاد عن أجواء المحادثة والمقابلات جعل عملنا أكثر صعوبة، لكنه سمح لنا بالتوصل إلى أفكار جديدة في هيكلنا الخاص.
تستذكر رئيسة قسم البحث وتحديد موضوع السلسلة الوثائقية “وجه الأم”: العمل في منطقة بعيدة عن العاصمة والاختلاط والعيش مع قصص أمهات من مجموعات عرقية مختلفة أعطاني تجربة مختلفة وفريدة من نوعها، وهي قيمة للغاية . يمكن القول أن الأمر كان فيه تناقض مزدوج، أي أنها كانت في الوقت نفسه تجربة مثيرة للاهتمام، لكن القصص الحزينة لأمهات هذه الحدود أظهرت لي أنه في ذروة المشقة وكثرة الفجائع التي تعرضت لها هؤلاء الأمهات من الممكن الاستمرار في العيش بصبر.
حسيني عن الجمهور المستهدف في “روخ مدار” وماذا يقول لجمهوره؟ وقال: ربما للوهلة الأولى جمهورنا هو أهالي الشهداء، لكننا حاولنا الاهتمام بالقصص بحيث لا يقتصر على فئة معينة. الشباب الموجود في المجتمع هم من جيل لم يشاهد الحرب وحسب ما سمعوه فإن لديهم فكرة عن تلك الحقبة.
وتابع: ببنية مختلفة، حاولنا أن نجمع جيل الشباب معنا لدقائق معدودة، ليشهدوا حياة أبطال “وجه الأم” وهم أمهات الشهداء. ومن خلال الابتعاد عن الأجواء الشعارية، حاولنا تصوير الحياة الحالية للأمهات اللاتي نعتبرهن آفة المجتمع. ليس من المفترض أن يواجه الجمهور أجواء سريالية، وفي رأيي أن واقعية الأفلام الوثائقية هي التي توصل الرسالة المطلوبة للجمهور بأفضل طريقة ممكنة.
وفي النهاية قال: كل جهدنا في مسلسل “روخ مدار” كان أن نكون رواة حياتهم من خلال احترامنا للمرجعية العليا لأمهات الشهداء، حتى نتمكن من سرد القصص التي لم لم تصل إلى مسامع أحد، إلى أهل أرضنا، وفي رأيي أن هذه المهمة برزت إلى الواجهة مع “وجه الأم”.
المسلسل الوثائقي “روخ مدار” إنتاج أمير حسين إيقاتي وإخراج حميد مشايخي ومهدي أنصاري وسيد مصطفى سيد الحسيني وعلي علائي، يبث من السبت إلى الأربعاء الساعة 17:30 على قناة وان سيما.