ظهور آثار “سياسة تثبيت العملة” في الاقتصاد مع انخفاض حاد في تضخم المنتجين

وبحسب موقع “إيران إيكونوميست”، فإن إحدى أهم سياسات خفض معدل التضخم هي سياسة التحكم في السيولة والتحكم في قيمة العملة الوطنية. وفي هذا الصدد، منذ بداية الحكومة الثالثة عشرة، تم طرح سياسة ضبط بعض ميزانيات البنوك والسيطرة على عجز الموازنة على جدول الأعمال.
وفي مجال التحكم في نمو السيولة ظهرت آثارها بشكل كامل في مجال معدل نمو السيولة، حيث انخفض معدل نمو السيولة من نحو 41% في أغسطس 1400هـ إلى 31.1% في نهاية عام 1401هـ و26.4% في نهاية عام 1401هـ. اكتوبر. ولكن نظراً لارتفاع سعر العملة، لم تظهر هذه السياسة آثارها على المستوى العام للأسعار.
وبعد تغيير رئيس البنك المركزي في الحكومة الـ13، ومع استمرار سياسة السيطرة على قدر معين من ميزانيات البنوك، تم وضع سياسات أكثر جدية لإدارة سوق العملة على جدول الأعمال وأصبحت هذه السياسات المعروفة بسياسة الاستقرار. لقد تركت نتائج سياسة التثبيت آثارها على معدل التضخم مع تأخير لعدة أشهر، وفي هذه الأثناء تظهر آثار هذه السياسة في مجال تضخم المنتجين أكثر من تضخم المستهلك.
يعد تضخم المنتج أحد المتغيرات التنبؤية للتغيرات في معدل تضخم المستهلك لأن التغيرات في تكاليف الإنتاج لها تأثير مباشر على أسعار السلع والخدمات التي يستهلكها الناس.
وفي 11 ديسمبر 1402، وفي إشارة إلى انخفاض تضخم المنتجين بنسبة 8% وتوقع انخفاض التضخم في السوق الاستهلاكية، أعلن البنك المركزي أنه بعد اعتماد سياسة الاستقرار الاقتصادي، والحد من تقلبات أسعار الصرف واستقرار الأسعار في السلع الأساسية المستوردة، “اتجاه التضخم نقطة بنقطة، وانخفض سعر المنتج بثماني نقاط مئوية من 42.4% في مارس 1401 إلى 34.4% في نوفمبر من هذا العام، ومن المتوقع أن ينخفض التضخم في السوق الاستهلاكية خلال الأشهر المقبلة.
وبحسب آخر إحصائيات البنك المركزي، انخفض معدل تضخم الإنتاج الشهري إلى 0.8% في نوفمبر، بينما في الأشهر السابقة كان التضخم الشهري دائمًا أعلى من 1% بل وأكثر من ذلك.
وبحسب هذه الإحصائيات، بلغ معدل التضخم الشهري في قطاع الصناعة في نوفمبر من هذا العام صفراً، وبلغ التضخم في قطاع النقل والتخزين 0.4%، والفنادق والمطاعم 2%، والمعلومات والاتصالات 0.2%، والتعليم 1.5%، الصحة والعمل الاجتماعي 1.4%، والخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والشخصية 3.7%.
* المصدر: البنك المركزي
* المنحدر الهبوطي لمنحنى تضخم المنتجين في الربع المنتهي في نوفمبر
ومن أجل دراسة تطور تضخم المنتجين عن كثب، قمنا بتصنيف التضخم الشهري والتضخم الشهري بشكل منفصل لكل قطاع في فترات زمنية مدتها ثلاثة أشهر؛ تظهر هذه الفئة اتجاها أكثر تفصيلا للتغيرات في مؤشر تضخم المنتجين.
ووفقاً لهذه المعلومات الواردة في الجدول فإن معدل التضخم الشهري في الربع المنتهي في نوفمبر 1401هـ كان يساوي 3.5%، ولكن نظراً لارتفاع سعر الصرف في النصف الثاني من العام، فقد ارتفع التضخم تدريجياً في كل ثلاث سنوات. حيث بلغت النسبة في الربع المنتهي في فبراير 1401هـ 8.6%، وارتفعت في الربع المنتهي في مايو 1402هـ إلى 9.8%.
وقد وجد هذا المتغير اتجاهاً تنازلياً في الربع المنتهي في أغسطس 1402هـ وبلغ 8.9%، لكنه انخفض بقوة أكبر في الربع المنتهي في نوفمبر 1402هـ وكان في فترة التضخم البالغة ثلاثة أشهر 3.4%. وفي الواقع، مع تنازل بسيط، يمكننا القول إن التضخم في الأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر بلغ ثلث التضخم في الأشهر الثلاثة المنتهية في مايو، وهو أقل بنحو 62% من التضخم في الأشهر الثلاثة تنتهي في أغسطس 1402.
وفي الربع المنتهي في نوفمبر، في قطاع التعليم، فقط بسبب بداية العام الدراسي الجديد وتحديد الرسوم الدراسية الجديدة، في شهر مهر، تم تسجيل نمو بنسبة 21.1٪، وهو بالطبع رقم قياسي. انخفاض مقارنة بالربع المنتهي في نوفمبر 2014. وهو يظهر بشكل ملحوظ.
وبلغ معدل تضخم المنتجين في قطاع الصناعة 11.1% في الربع المنتهي في مايو من هذا العام، لكن هذا الرقم انخفض إلى 2.7% في الربع المنتهي في نوفمبر من هذا العام. وفي قطاع النقل والتخزين، بلغ التضخم 8% في الربع المنتهي في مايو، لكنه وصل إلى 0.8% في الربع المنتهي في نوفمبر. وارتفع معدل التضخم في قطاع الفنادق والمطاعم من 19.7% إلى 7.5%، والمعلومات والاتصالات من 1.5% إلى 0.3%، والصحة والعمل من 12.8% إلى 4.4%، والخدمات العامة والاجتماعية والشخصية الأخرى من 18% إلى 9.4%.
إن انخفاض معدل تضخم المنتج خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر، إذا استمر خلال الأشهر المقبلة، سيشير إلى انخفاض معدل تضخم المستهلك في الأشهر المقبلة، وهو في الواقع يشير إلى احتمال انخفاض معدل التضخم للاقتصاد الإيراني.
وتشير هذه الأرقام إلى أن كبح سعر الصرف هو أحد أهم مكونات كبح معدل التضخم، وأن التنظير الكاذب حول ضرورة زيادة استمرارية سعر الصرف لن يكون له سوى ارتفاع في المستوى العام للأسعار. إن استمرار سياسة السيطرة على قدر معين من ميزانيات البنوك والسيطرة على عجز الموازنة وإدارة سعر الصرف في السوق مع تعميق السوق الرسمي سيؤدي بالتأكيد إلى انخفاض مستمر في معدل التضخم هذا العام والعام المقبل سنة.
نهاية الرسالة/