الاستقرار والقدرة على التنبؤ ضروريان للاقتصاد التقدمي
“وحيد شغاغي شهري” في مقابلة مع إيران خبيرة اقتصادية وأضاف: البنك المركزي وضع سياسة الاستقرار الاقتصادي على جدول أعماله خلال فترة العقوبات.
وأشار إلى الاستقرار الاقتصادي الذي شهدته البلاد في الستينيات والذي عرف بسياسات القسيمة، وتابع: من الطبيعي أن يختلف مفهوم الاستقرار الاقتصادي الذي يقترحه محافظ البنك المركزي عن الاستقرار الاقتصادي في الستينيات، ومنهجه هو استقرار المتغيرات الاقتصادية الكلية.
وقال هذا الخبير الاقتصادي: يحاول البنك المركزي تثبيت المتغيرات النقدية والعملة في الاقتصاد الإيراني حتى يتمكن المستثمرون من التخطيط على أساس هذا الاستقرار ويتمكن المستهلكون من اتخاذ قرارات الشراء على أساس الاستقرار الذي سيسود الاقتصاد.
وأكد أن الاستقرار والقدرة على التنبؤ بالاقتصاد ضروريان لاقتصاد تقدمي، وبدون هذين المكونين لا توجد إمكانية للاستثمار والشراء والبيع، لافتا: على هذا الأساس، وضع البنك المركزي كل جهوده في سياسة الاستقرار للسيطرة على تقلبات أسعار الصرف وكبح التضخم تدريجياً.
وقال شغاغي: إن البنك المركزي اتخذ أيضاً إجراءات لتنفيذ سياسة استقرار سوق العملة وخفض التضخم تدريجياً، وعلى سبيل المثال يمكننا أن نذكر إنشاء مركز صرف العملات الذي أصبح شفافاً بمساعدة هذا المركز. .
وأضاف: استمراراً لسياسة الاستقرار، اتبع البنك المركزي إجراءات مثل تنظيم البنوك المتعثرة، ومنع البنوك من السحب الزائد من البنك المركزي، والسيطرة على نمو السيولة في الاقتصاد.
وذكر هذا الخبير الاقتصادي: بما أن السياسات النقدية وسياسات الصرف الأجنبي التي ينتهجها البنك المركزي قد تم دمجها مع الدبلوماسية الاقتصادية النشطة والسيطرة على التوقعات التضخمية، فقد تبع ذلك استقرار نسبي في الاقتصاد الإيراني، ويمكننا أن نذكر على سبيل المثال استقرار سعر الدولار، والذي في السوق غير الرسمي في القناة 48 و49 ألف تومان وفي مركز الصرافة يتراوح سعره بين 40 و42 ألف تومان ونرى تذبذبا طفيفا.
وتابع: من خلال تطبيق سياسة النظام في الشبكة المصرفية، تمت محاولة تنظيم البنوك الرديئة؛ حتى أنه تم التأكيد عليه بطريقة بيع الممتلكات الفائضة والأصول المجمدة لدى البنوك، وتتمثل جهود البنك المركزي في إطلاق سراح الأصول المجمدة لدى البنوك والسيطرة على الأصول الوهمية وتأديب البنوك السيئة.
وقال شغاغي: الانضباط في النظام المصرفي هو أحد السياسات الأساسية في عصر الاستقرار الاقتصادي، وطالما أن البنوك منضبطة وأداءها وميزانياتها العمومية شفافة، فإن مسألة عدم انضباط البنوك وسحبها على المكشوف من البنك المركزي أو سيتم السيطرة على توسع الأصول المجمدة، مما يقلل من استياء البنوك.
وأكد: صحيح أن البنك المركزي يتبع سياسات انكماشية، لكن الجهود تبذل لتطبيق سياسة إدارة الائتمان، ومع عمليات الإشراف التي يتم تنفيذها سيتم تنفيذ إدارة الائتمان وستستفيد القطاعات الاقتصادية الإنتاجية منها التسهيلات المصرفية، ولكن الشرط الأساسي هو أن تتوقف البنوك عن كونها شركات بشكل متزايد وأن تبيع أصولها المجمدة والسامة.
وتابع هذا الخبير الاقتصادي: ومن الأمثلة على ذلك بنك تجارت الذي قام بالمزاد العلني على قطعة أرض كبيرة تبلغ قيمتها 15.000.000 مليار تومان، في حين تبلغ قيمة بنك تجارت في سوق رأس المال 50.000 مليار تومان، مما يدل على أن بنوكنا لديها قيمة مجمدة الأصول التي كانوا يحتفظون بها، وقد أدى ذلك إلى التنافر بين البنوك.
وأضاف: إذا بيعت هذه العقارات المجمدة سيقل استياء البنوك تدريجيا ومع انخفاض الاستياء سيرتفع مؤشر صحة البنوك وسيكون للبنك المركزي إدارة قوية على الشبكة المصرفية.
وشدد هذا الخبير المصرفي على أنه يمكن التحكم في نمو السيولة من خلال الانضباط المصرفي.